من الأفكار الشريرة التي ركبت موجة الحراك و التي يريد الإرهابيون زرعها بين شباب اليوم ممن غابت عنهم مناظر "لي فو باراج" و الرؤوس المرمية في الشوارع في كل صباح و غيرها من المناظر الإجرامية الفظيعة، أن الجيش هو من كان يقتل الناس خلال العشرية السوداء. وقد تعالت مصداقية هذه الفكرة عند الكثير من شبابنا اليوم بل و حتى عند البعض من ضحايا الإرهاب الذين لا يعرفون قاتل ضحيتهم بالإسم، كل هذا بعد أن اتضح أن المدعو توفيق و نزار اللذان كانا وراء إعطاء الحجة لأولئك الإرهابيين بممارسة ما يختصون فيه (هي حجة واهية، مجرد حادثة مروحة أخرى : وهل إلغاء انتخابات برلمانية يستدعي تكفير أفراد الجيش و عوائلهم و إجازة ذبحهم حتى لو كانوا قد التحقوا بالجيش قبل الإنتخابات نفسها )، اتضح أنهما (توفيق و نزار) مجرمان بالفطرة يمكن أن يقتلا شعبا بأكمله في سبيل السلطة والمال.
في الحقيقة، إن جرم هذان السارقان الإرهابيان لا يمكن أن يمسح أو يغطي جرم الإرهابيين الذين ينسبون أنفسهم للإسلام وهو منهم براء براءة الذيب من دم يوسف. فالإرهاب المنتسب إلى الإسلام لم يكن وليد الأزمة الجزائرية ولم يكن وليد أحداث سبتمبر بنيويورك الأمريكية. الإرهاب المنتسب إلى الإسلام باطلا تعود جذوره إلى الحرب الأمريكية السوفياتية سنوات السبعينات عندما طلبت أمريكا من السعودية المساعدة في مواجهة السوفيات (القضية تكلم عنها ولي العهد السعودي ابن سلمان في اجابة عن سؤال لجريدة الواشنطن بوست التي كان يكتب لحسابها خاشقجي، قال : لسنا من ابتدع الإرهاب، و إنما انتم الأمريكيون من طلب منا ذلك انظر الرابط ).
المطلوب اليوم من الشباب الذين كانوا صغارا خلال مرحلة ارتكاب المجازر و الذين لم يكونوا قد ولدوا بعد، أو حتى الكبار الذي كانوا يسكنون مناطق لم يمسها الإرهاب بصفة كبيرة و بقت العمليات الإرهابية بالنسبة لهم مبهمة المصدر، المطلوب منهم أن لا يسمعوا للأقوال و الاكاذيب و أن يتتبثوا من أخبار تلك الفترة بالأدلة الدامعة التي ليس وراءها شك.
إن أول الأدلة على إرهابية الجيش الإسلامي للإنقاذ هو رفعه السلاح ضد الجيش و شريحة من الشعب الأعزل، وهل يستعمل السلاح إلا للقتل و الذبح ؟ حاول الإرهابي علي بلحاج أن يبرر رفع السلاح بتوريط بعض العلماء في عمله الشينع ولكن هيهات "لا يفلح الساحر حيث أتى ". أرسل علي بلحاج جماعة من تبعه إلى العلامة ناصر الدين الألباني رحمة الله عليه لأستفتائه في الجهاد في الجزائر، وقد جمعوا من الأكاذيب و التغليطات ما ما كنهم بطريقة ماكرة من استنطاقه لكلمة سجلوها و اتخذوها فتوى ثم راحوا يوهمون الناس أن الألباني قد أفتى لهم بالجهاد، قال لهم بعد أن غلطوه بدجلهم "إذا فعجلوا ولا تتخذوا هذه الطرق الديبلوماسية .."، انظر حديث الشيخ الألباني مع جماعة الفيس (شريط الهدى و النور رقم 440) ولكن الشيخ الألباني استدرك الخطأ الذي أوقعه فيه إرهابيوا الفيس و تبرأ في كم من مناسبة من أعمالهم في حق الأبرياء في الجزائر، وما ذلك الا دليل من تلك الأدلة التي تظهر و تؤكد أن طريقهم فاسد كاسد لا يمث للدين في شيء.
في شريط "منهج الخوارج " الذي سجل سنة 1995 للشيخ الألباني (انظر هنا ) يقول فيه :"  الآن كمانسمع في الجزائر، هناك طائفتان، وأنا أعتبرها  فرصة إذا كنت أنت أو أحد الحاضرين علىبيِّنة من الإجابة عن السؤال التالي: أقول أنا أسمع وأقرأ بأنَّ هناك طائفتين أوأكثر من المسلمين الذين يُعادون الحكام هنالك، جماعة مثلاً جبهة الإنقاذ، وأظن فيهجماعة التكفيرفقيل له: جيش الإنقاذ هذا هو المسلَّح غير الجبهة.قالالشيخ: لكن أليس له علاقة بالجبهة؟ قيل له: انفصلَ عنها، يعني: قسم متشدِّدقال الشيخ: إذاً هذه مصيبة أكبر!"
  من هذا الدليل الغير قابل للتغليط يظهر جليا أن بعضهم أراد أن يتبرأ من تنظيم ما يسمى الجيش الإسلامي للإنقاذ أو بعضا من جماعاته لشدة الفظائع التي ارتكبها بحق الأبرياء، وقد كانت جرائم واضحة و مرتكبها معروف لا غبار على هويته، لم يمكنه التخفي و التستر عليها حتى طعن في جزء من كيانه. بل وصل الامر بعباسي مدني، وتحت صور المجازر الفظيعة التي ارتكبها تنظيمه، أن يتبرأ من تأسيس الجيش الإسلامي للإنقاذ، ولكن التاريخ لا يرحم و الحقيقة ساطعة كسطوع الشمس في يوم قائظ من أيام صحرائنا الحبيبة، كان ذلك بعدما حصد أولئك الإرهابيون رؤوس الآلاف من الأبرياء و الفقراء في جبال الوطن الحبيب من الذين لم يكن هدفهم من دفع أبنائهم للجيش سوى لقمة العيش (اتحدث عن الجنود الذين التحقوا بالجيش قبل لجوء الفيس لرفع السلاح). وهذا الفيديو الذي يتبرأ فيه الإرهابي المقبور عباسي مدني من تأسيس الجيش الإرهابي للإنقاذ.

اسألوا أهل القرى في الجبال التي كان يحتلها الإرهابيون و يتحكمون بكل شيء فيها، أهل القرى الذين عاشروا هؤلاء الإرهابيين مند بداية الحرب إلى أن تمكن الجيش من تحريرها، اسألوهم كيف كان إرهابيوا الجيش الإسلامي للإنقاذ و إرهابيوا جماعات التكفير الأخرى في البداية يلتقون و يتعانقون و يتضاحكون، يتشاورون و يشاطرون آراء بعضهم في حين يخطبون في أعداد المواطنين الذي يجمعونهم تحت تهديد "المحشوشة " والسكين ، إلى أن افترق حكامهم إلى أحزاب متشتة فأصبحوا يتقاتلون. وقد صحت حكمة الشيخ الألباني فيهم (في شريط منهج الخوارج) حيث قال: " تُرى! هل ستَتَّفقُ هاتان الطائفتان ـ فضلاً عمَّا إذا كان هناك طائفةأخرى ـ ويقيمون حكم الإسلام الذي يقاتلون من أجله؟ سيقع الخلاف بينهم! ". و إذا كان الشيخ قد ظن أن هذا الخلاف سيكون بعد غلبتهم للحكام، فالحرب التي قامت بينهم وبعد فترة يسيرة توكد أنهم غلطوا الشيخ بالأكاذيب و جعلوه يعتقد أنهم يقاتلون من أجل حكم الإسلام.
اليوم وتحت هذا التهديد الإرهابي الجديد، تحت محاولاته لتغيير التاريخ و ركوب حراك هدفه العدالة و نبذ الفساد و العنف و الإرهاب، فإن مدونة ضحايا الإرهاب في الجزائر تهيب بكل ضحية من ضحايا الإرهاب، أو شاهد على مجازر ارتكبت، أن يدلي بشهادته بكل موضوعية و بدون تحفظ.
تضع مدونة ضحايا الإرهاب في الجزائر تحت تصرفكم ركنا بعنوان "شارك في تأريخ مجزرة" لكتابة تاريخ الجزائر و منع الإرهابيين من تزييفه. طريقة الكتابة تجدونها في الرابط التالي: http://victimesterrorismealgerie.blogspot.com/p/blog-page_27.html
كما تضع تحت تصرفكم ركنا آخر بعنوان "شهادات عن الإرهاب" تتيح لكم فيه ذكر شهاداتكم المعاشة بطريقة مباشرة و من غير تحليل أو تاويل، للمشاركة في هذا الركن يمكن الإتصال بالمدونة على الإيميل victimesterro[at]gmail.com أو مباشرة من مساحة "اتصال" على يسار الصفحة.

المجد والخلود لشهداءنا الأبرار
إدارة مدونة ضحايا الإرهاب في الجزائر,

0 comments:

إرسال تعليق

 
مدونة ضحايا الإرهاب في الجزائر © جميع الحقوق محفوظة