توقيف إرهابيين يصورون منشآت عسكرية بالموقع الذي سيزوره الوزير الأول
مصادرة أسلحة وعتاد تصوير متطور وخرائط تفصيلية كانت بحوزة الخلية الإرهابية
إغلاق المنافذ المؤدية لقرية ذراع الريش وتكثيف البحث عن قنابل مزروعة مفترضة
تمكنت مصالح الأمن بعنابة، أول أمس، من القبض على خمسة عناصر
إرهابية تنشط ضمن خلية تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وذلك
على مستوى قرية ذراع الريش ببلدية واد العنب، المحطة الرئيسية التي سيزورها
اليوم الوزير الأول رفقة وفد حكومي في إطار زيارة عمل وتفقد تشمل ولايتي
عنابة وقسنطينة.
وأبلغت مصادر عليمة ”البلاد”، أن توقيف هذه الجماعة المسلحة
التي كانت في حالة تلبس بتصوير ثكنة عسكرية قريبة من مشروع المدينة الجديدة
ذراع الريش، التي سيضع سلال حجر الأساس لانطلاق ورشات أشغالها، تم بناء
على معلومات استخباراتية وردت إلى مصالح الأمن المختصة، تفيد بوجود تحركات
مشبوهة في الفترة الأخيرة لمجموعة مسلحة تتكون من خمسة أشخاص، على طول
بلديات الضاحية الغربية لولاية عنابة التي تمتد من مرتفعات بلدية سيرايدي
وصولا إلى الغابات الكثيفة لبلدية شطايبي الساحلية المتاخمة للحدود مع
ولاية سكيكدة. وتمت هذه العملية الناجحة بفضل معطيات تفصيلية أخرى متطابقة
تلقاها رجال الأمن على مستوى الناحية العسكرية الخامسة تفيد بنشاط مشبوه
لجماعة من الأشخاص على مستوى مناطق تقع بين ولايتي سكيكدة وقسنطينة. ولم
تستبعد المصادر أن يكون بعض الموقوفين من أبناء المنطقة رغم أن مصادر
متطابقة تشير إلى أن المعتقلين ينحدرون من ولايتي سطيف وعنابة وبينهم عنصر
يرجح حمله للجنسية التونسة وهو ما سيتم التأكد منه من قبل عناصر الناحية
العسكرية الخامسة التي قامت بتحويل الموقوفين مع أسلحتهم وآلات تصوير
متطورة وخرائط جغرافية تمت مصادرتها نحو قسنطينة. هذه المعطيات عجلت بوضع
فرقة أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب خطة تدخل سريع، قام بتنفيذها بإحكام،
عناصر وحدات التدخل السريع التابعون للجيش والأمن وأخرى تابعة لدائرة
الاستعلام والأمن، والتي أسفرت عن وضع حد لنشاط هذه المجموعة المسلحة في
حالة تلبس، والتي كان عناصرها، حسب مصادرنا، يخططون ربما لاستهداف مسلح
للموكب الرسمي للوزير الأول عبد المالك سلال رفقة فريق من وزراء حكومته
الذين سيتفقدون اليوم ورشات أشغال انطلاق المدينة الجديدة الأولى من نوعها
بولاية عنابة والتي من المنتظر أن تستوعب حوالي 8 آلاف مسكن من مختلف الصيغ
في مرحلتها الأولى. وأكدت مصادر ”البلاد” أنه منذ تفكيك هذه الخلية
الإرهابية، خاصة أن الطريق الذي كان يسلكه الموقوفون خلال فترة ترصدهم من
طرف مصالح الأمن، يعد من بين المسالك الخطيرة التي يسلكها عناصر الجماعات
المسلحة للالتحاق بمعاقلهم في شطايبي، شرعت مصالح الأمن في إغلاق جميع
المنافذ المؤدية إلى قرية ذراع الريش، وحولت حركة المرور إلى مسالك أخرى في
إطار ترتيبات زيارة سلال، مع تمشيط شامل للمناطق المجاورة والطرقات
الفرعية المؤدية إلى المنشأة العسكرية بالمنطقة والموقع الذي سيحتضن مشروع
المدينة الجديدة للبحث عن قنابل يكون قد قام بزرعها المسلحون لاستهداف
الرسميين قبل توقيفهم.
وعلى الصعيد نفسه تشهد بلديات واد العنب والتريعات وبرحال
بعنابة منذ صباح أمس، مرور قوافل ضخمة من العتاد والجنود بغرض محاصرة
العناصر الإرهابية لتشديد الخناق على مسالك التحرك والتموين التي كانت
تسلكها هذه الجماعة وذلك في كل غابات الشريط الغابي الممتد من مرتفعات
سرايدي إلى الأدغال الغابية ببلدية شطايبي في أقصى الجهة الغربية للولاية
بهدف شل كل تنقلات الإرهابيين وتفادي أي رد فعل قد يستهدف الثكنات العسكرية
ودوريات الجيش بالمنطقة، نظرا لكثافة غطائها النباتي وتضاريسها الجبلية
الصعبة، فضلا عن وقوفها على مستوى الشريط الغابي الحدودي الفاصل بين ولايتي
عنابة وسكيكدة. وأفادت مصادر عليمة أن المعطيات التي حصلت عليها قوات
الأمن للناحية العسكرية الخامسة بشأن الإرهابيين جعلتها تمدد اختصاص البحث
والتحري إلى عدة ولايات شرقية كجيجل وعنابة وسكيكدة والطارف وتبسة وصولا
إلى ولاية خنشلة.
0 comments:
إرسال تعليق