حاصرت قوات الأمن أمس، مدينة بوفاريك في ولاية البليدة، وعزّز أفراد الشرطة تواجدهم في مختلف الشوارع والساحات العمومية بالمدينة، فيما رابضت فرق مكافحة الشغب التابعة للدرك عند مداخل ومخارج بوفاريك، وهذا تحسبا لتجمع الآلاف من أفراد الحرس البلدي، كما قامت مصالح الأمن بحملة توقيفات واعتقالات في صفوف أفراد الحرس البلدي، الذين التحقوا بمدينة بوفاريك.

أفاد المنسق الوطني للحرس البلدي حكيم شعيب لـ"الشروق" بأن مصالح الأمن شرعت منذ الصباح، في عمليات اعتقال وتوقيف لأعوان الحرس البلدي الذين قدموا من مختلف الولايات، حيث تعرض الأعوان للتوقيف بعد التحقق من بطاقات هوياتهم وخاصة الذين قدموا من ولايات بعيدة.  
وأكد حكيم شعيب، الذي التقينا به بمكان منزوٍ بمدينة بوفاريك، خشية توقيفه هو الآخر، بأن عضو التنسيقية عليوات لحلو، قد تم توقفيه صباح أمس، في حاجز الشرطة على مدخل مدينة بوفاريك وتم اقتياده إلى مقر أمن الدائرة .
ووقفت "الشروق" في جولة ميدانية على عمليات تفتيش ومراقبة لوثائق مواطنين بوسط مدينة بوفاريك، حيث تقدم أحد أفراد الشرطة من مواطن طالبا منه بطاقة التعريف الوطنية، وبعد أن اكتشف بأنه من ولاية المدية، سأله عن سبب تواجده في بوفاريك، حيث شك في كونه من عناصر الحرس البلدي وبعدها طلب منه العودة إلى بيته، وسارعت وحدات من قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني إلى الانتشار عبر طريق بوفاريك - قرواو المحاذي للطريق السريع المقابل لمطار بوفاريك العسكري، وهو المكان الذي يمثل رمزية كبيرة لأفراد الحرس البلدي، كونه كان شاهدا على مخيم "الهنود الحمر" الذي أقامه الحرس البلدي الصائفة الماضية تحضيرا لاقتحام العاصمة في مسيرة.
وكانت تنسيقية الحرس البلدي، تعتزم جمع أكبر عدد ممكن من الأعوان في مدينة بوفاريك، قبل التوجه إلى العاصمة يوم غد، في اعتصام الكرامة المتزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني للشهيد، كما أكد منسّق الحرس البلدي حكيم شعيب لـ"الشروق" أن مصالح الأمن ببوفاريك قد قامت بإطلاق سراح كافة الموقوفين مساء أمس، بمن فيهم عليوات لحلو، مشيرا إلى أن المسؤولين في أمن دائرة بوفاريك استدعوه إلى المقر، أين كان عليوات لحلو موقوفا، وتقرر تبليغ مطالب المحتجّين إلى وزارة الداخلية وفضّ الاحتجاج بصفة مؤقتة.
وبحسب شعيب، فإن وزارة الداخلية قد وافقت على فتح قنوات وأبواب الحوار مجددا مع التنسيقية الوطنية للحرس البلدي في غضون الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أن عدم التزام الوزارة بفتح الحوار خلال هذا الأسبوع، سيكون معناه العودة إلى الاحتجاج مجددا وتنظيم الاعتصام في العاصمة مهما كان الأمر.

0 comments:

إرسال تعليق

 
مدونة ضحايا الإرهاب في الجزائر © جميع الحقوق محفوظة