توقفت مسيرة أعوان الحرس البلدي، أمس، في بوفاريك بالقرب من سوق الجملة للخضر والفواكه، بعد أن رفضوا الدخول في ''صدامات'' مع عناصر الدرك الوطني، الذين أسندت لهم مهمة منع زحف مسيرة ''الكرامة 2'' نحو العاصمة، وقرر المحتجون الاعتصام في حقل مجاور إلى غاية صدور قرار من رئيس الجمهورية.

 جدد حوالي ألف عون من الحرس البلدي مسيرتهم من البليدة إلى العاصمة، إلى أن بلغوا بوفاريك، حيث وجدوا العشرات من شاحنات الدرك الوطني في انتظارهم منذ ساعة مبكرة من صبيحة أمس.
ووجد الأعوان أنفسهم وجها لوجه مع من كانوا في وقت سابق إلى جانبهم في مكافحة الإرهاب، وتم فتح المفاوضات بخصوص توقيف المسيرة. وأوضح المنسق الوطني لأعوان الحرس البلدي، حكيم شعيب، لـ''الخبر''، في عين المكان: ''مسيرتنا كانت متوجهة نحو العاصمة بالفعل، بعد انقضاء مهلة الأسبوع التي قررناها مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وبعد أن فتحنا باب الحوار مع مصالح الدرك الوطني، اتهمنا بأننا مصدر للفوضى وزرع البلبلة، ولهذا قررنا الاعتصام هنا حيث نتواجد''. وأضاف: ''توقفنا في بوفاريك حتى لا ندخل معهم في صدامات، ونحن كنا معهم ولا نزال جنبا إلى جنب في مكافحة الإرهاب''. وأعلمنا أيضا بأن ''وزارة الداخلية والجماعات المحلية استجابت لكل مطالبنا وهو كذب وافتراء''.
وافترش الأعوان الأرض في الحقل المجاور للطريق القديم الرابط بين بوفاريك والبليدة، والمحاذي أيضا للطريق المزدوج الرابط بين العاصمة والبليدة. ونصبوا الخيم في الحقل الذي تحيط به أشجار الصنوبر من كل الزوايا، وقد تم حصد المحصول، واحتلت مكانه الأعلام والرايات الوطنية.
وقال أحد الأعوان: ''سنظل هنا ولو حل علينا شهر رمضان، سننتظر إلى أن يصدر قرار من رئيس الجمهورية يمنح لنا كل حقوقنا''. وتحت أشعة الشمس الحارقة، لم تفلح قارورات المياه التي كان يحملها الأعوان، والتي تباع لهم من طرف بعض الشباب الذين انتهزوا الفرصة لبيعها بـ40 دينارا، في حفاظهم على توازنهم وقوتهم، حيث انهار الكثير منهم وخلدوا للراحة مفترشين الأرض، وصوت طائرة الهيليكوبتر التابعة للدرك الوطني يدوي عاليا.
وألح حكيم شعيب على أن ''الاعتصام سيستمر إلى أن يصدر قرار من رئيس الجمهورية، وقد ننظم مسيرة غدا أو بعد غد إن طال الأمر''. واستنكر المتحدث تصريحات أحد مسؤولي وزارة الداخلية بخصوص الاستجابة لكل المطالب المرفوعة.
وأضاف المنسق الوطني للحرس البلدي: ''إن كنا استفدنا فعلا فليكشف ذلك للرأي العام ولينقل ما تحقق من مطالب، فنحن لم نستفد من حق التقاعد الكريم، فهل يعقل أنه بعد 17 سنة في مكافحة الإرهاب نتحصل على 15000 دينار كمنحة؟''. ثم قال: ''بالإضافة إلى هذا، هناك قضية المشطوبين، فبعد 17 سنة من الخدمة لم يتم إدماج أي واحد منهم، أما بخصوص أرامل شهداء الواجب، فنريد بأن تمكنهن الدولة من السكن''.
وبخصوص قضاء رمضان في الشارع ومواصلة الاعتصام، قال المتحدث: ''نحن اعتدنا على الصوم في الجبال والوديان، وسننتظر هنا''.
وغابت شاحنات الشرطة في بئر خادم بالعاصمة، على عكس ''مسيرة الكرامة ,''1 وانتشرت قوات الدرك الوطني، التي أسندت لها مهمة توقيف مسيرة الأعوان، على غير العادة، ما تسبب في ازدحام في حركة السير بين العاصمة والبليدة في الاتجاهين. 

0 comments:

إرسال تعليق

 
مدونة ضحايا الإرهاب في الجزائر © جميع الحقوق محفوظة